الخميس , أبريل 18 2024
الهيدروجين الأخضر

الهيدروجين الأخضر يزيد مصادر توليد الكهرباء بالطاقة المتجددة بكلفة منخفضة

أفاد تقرير حول «توقعات استثمارات الكهرباء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2020-2024» من جهة متخصصة أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مرشحة بقوة لأن تصبح مصدِّراً رئيساً للهيدروجين الأزرق والأخضر نظراً لانخفاض كلفة مصادر الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة فيها، لافتاً إلى أن عدداً من دول المنطقة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والمغرب – قد اتخذت خطوات جدية لتعزيز موقعها كمصدّرَيْن منخفضي الكلفة للهيدروجين الأزرق والأخضر والأمونيا منعدمة الانبعاثات الكربونية وغيرها من المنتجات المشابهة، ويمثل ازدياد الاستثمارات المخطط لها في مشاريع نقل وتوزيع الكهرباء في العديد من دول المنطقة خلال السنوات الخمس المقبلة من أبرز التطورات والتوجهات الإقليمية التي رصدها التقرير، وذلك نتيجة تنامي حصة الطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء والمساعي القائمة لتطوير الربط الكهربائي بين دول المنطقة. وجاء في تقرير الشركة العربية للاستثمارات البترولية (ابيكورب)، وهي مؤسسة مالية تنموية متعددة الأطراف، أن دور القطاع الخاص في تمويل مشاريع توليد الكهرباء في المنطقة يعتمد إلى حد كبير على الإصلاحات في القطاع والضمانات الحكومية، حيث يشير التقرير إلى أن معظم المشاريع التي تزيد ديونها عن أصولها تعتمد نموذج تمويل دون حق رجوع (non-recourse) أو مع حق رجوع محدود (limited nonrecourse) بنسبة دين إلى الأصول بين 40:60 و 20:80، وقد تصل هذه النسبة إلى 15:85 للمشاريع المنخفضة المخاطر المدعومة بضمانات حكومية قوية، لكن هذا الوضع قد يتغير جرّاء الإصلاحات التنظيمية الرامية إلى دعم مصادر الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى التداعيات التي خلفتها أزمة 2020.

تشير التقديرات إلى أن تداعيات جائحة فيروس كورونا على القطاعات الصحية والاقتصادية والمالية قد كلّفت الاقتصاد العالمي ما يقارب تريليون دولار أميركي مع تفاوت آثارها من قطاع لآخر، بما في ذلك قطاع الكهرباء، فبالإضافة إلى إبرازها أهمية استقرار إمدادات الكهرباء والخدمات الرقمية بالنسبة للاقتصاد، فقد أثرت الجائحة بشكل ملموس على طبيعة الطلب على الكهرباء في قطاعات الاقتصاد الرئيسة الثلاثة والممثلة بالقطاع السكني والتجاري والصناعي، حيث ازدادت حصة استهلاك الكهرباء في القطاع السكني على حساب القطاعين الصناعي والتجاري في ظل تراجع النشاط التجاري والصناعي من جهة، وزيادة الوقت الذي يقضيه الناس في منازلهم بسبب إجراءات الإغلاق.

ووفقاً لتقرير ابيكورب، يستحوذ القطاع السكني حالياً على 41% من إجمالي الطلب على الكهرباء بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يليه قطاعا الصناعة والتجارة بنسبة 21% و20% على التوالي، فيما تتشكل النسبة المتبقية البالغة 18% من قطاعات أخرى كالزراعة والنقل.

التحول في إمدادات الكهرباء

وأدت تداعيات الجائحة وتقلبات أسعار النفط إلى تنامٍ لافت في حصة مصادر الطاقة المتجددة والتقنيات النووية في توليد الكهرباء على الصعيدين العالمي والإقليمي، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى انخفاض الكلفة غير المسبوق في الطاقة المتجددة، إلى جانب الأهداف التي وضعتها حكومات دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة – والتي تتراوح بين 13% إلى 52% من إجمالي القدرة المركّبة (installed capacity) بحلول 2030. ويلفت التقرير إلى أن الوقود النووي والأحفوري، والغاز الطبيعي بوجه خاص سيبقى مكوّناً أساسياً في مزيج إمدادات الكهرباء في المستقبل المنظور، وذلك نظراً للطبيعة المتقطعة والموسمية التي تتسم بها مصادر الطاقة المتجددة، وعدم وجود حلول تخزين فعالة وبالحجم الكافي، بالإضافة إلى أن وتيرة انتشار الطاقة المتجددة غالباً ما تكون مرهونة بفعالية السياسات وبرامج الدعم واللوائح التنظيمية ذات الصلة.

وبالرغم من أن العديد من دول المنطقة ما زالت تعتمد وبشكل كبير على الغاز الطبيعي كمصدر طاقة لتوليد الكهرباء فإن أكثر من 90% من مزيج توليد الكهرباء في مصر والإمارات والجزائر وثلثي المزيج في المملكة العربية السعودية، إلا أن زيادة مصادر الطاقة المتجددة أدت إلى تقلص هذه الحصة في عدة دول، حيث انخفضت في مصر بنسبة 2% لصالح الطاقة الشمسية، و9% في الإمارات لصالح الطاقة الشمسية ومحطات الطاقة التي تعمل بالفحم ومحطات الطاقة النووية التي دخلت حيز التشغيل الجزئي مؤخراً، كما شهد المغرب انخفاضاً في حصة النفط والفحم في مزيج توليد الكهرباء بنسبة 2% و3% على التوالي لصالح الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، بينما انخفضت حصة الغاز الطبيعي في الأردن بنسبة 5% لصالح الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

ووفقاً لتقرير “توقعات استثمارات الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للأعوام 2020-2024” الذي أصدرته ابيكورب في شهر أبريل الماضي، فقد بقي حجم الاستثمارات المقررة في قطاع الكهرباء كما هو تقريباً مقارنة بتقرير التوقعات للأعوام 2019-2023، أما الاستثمارات المخطط لها فانخفضت بنحو 114 مليار دولار أميركي – أي ما يعادل 33% – نتيجة انتقال عدة مشاريع من حيز التخطيط إلى الالتزام في عام 2020، وازدياد فائض القدرة في مصر والسعودية، وتعثر عدد من المشاريع في إيران والعراق وتونس ولبنان جرّاء الجائحة. وتشكل المشاريع المخطط لها حالياً قرابة ثلثي القيمة الإجمالية لمشاريع الكهرباء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للأعوام 2020 إلى 2024، وتستحوذ مشاريع الطاقة المتجددة على النصيب الأكبر من إجمالي قيمة المشاريع المخطط لها والمقررة حيث تصل حصتها إلى الثلث تقريباً (32%)، تليها مشاريع محطات الكهرباء التي تعمل بالنفط والغاز بنسبة الربع تقريباً (27%)، ثم الطاقة النووية (15%) فالفحم (3%)، وبالإضافة إلى تنامي حصة مصادر الطاقة المتجددة، يُتوقَّع أن تؤدي جهود تعزيز ربط شبكات الكهرباء بين عدة دول في المنطقة إلى زيادة الاستثمارات المخطط لها لتطوير شبكات نقل وتوزيع الكهرباء، ويشمل ذلك خط الربط الكهربائي بين السعودية ومصر بسعة 3 غيغاواط، وخط الربط الأوروبي- الأفريقي بين مصر وأوروبا عن طريق قبرص بسعة 2 غيغاواط، وخط الربط الكهربائي بين الأردن والسعودية البالغ طوله 164 كيلومتراً.

شاهد أيضاً

الطاقة المتجددة

هالة السعيد: الحكومة تولي أهمية كبيرة للنمو الاقتصادي الأخضر

صرحت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية ، الدكتورة هالة السعيد ، أن مصر تولي أهمية كبيرة للنمو الاقتصادي الأخضر ، حيث قامت الدولة بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية ووزارة البيئة بتجميع أول تقرير. إرشادات الاستدامة البيئية في خطة التنمية المستدامة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *