الخميس , أبريل 25 2024

شركات الفحم الأمريكية تكافح من أجل البقاء

كان المقصود من حوض نهر بودر في وايومينج ومونتانا التعامل مع التحول تجاه طاقة أنظف. إذا كان بعضهم في قطاع الطاقة يشككون في وعود الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بنهضة الفحم، توقع كثيرون على الأقل أن يواصل حوض نهر بودر العثور على مشترين لعلامته التجارية من الفحم منخفض الكبريت، الذي يمكن استخراجه بتكلفة رخيصة من مناجم مفتوحة.

لكن حتى أكبر منطقة لاستخراج الفحم في الولايات المتحدة تشهد انخفاضا حادا، مع اجتياح حالات الإفلاس جميع أنحاء المنطقة، في الوقت الذي أصبحت فيه محطات توليد الطاقة الكهربائية تحرق أقل بكثير مما كان متوقعا في السابق.
خسر الفحم حصته السوقية في قطاع الكهرباء للغاز الطبيعي ومصادر الوقود المتجدد، مثل الرياح والطاقة الشمسية. وهو يشكل الآن أقل من ربع إجمالي توليد الطاقة في الولايات المتحدة، مقارنة بنحو 40 في المائة قبل خمسة أعوام.
قال بول لانج، كبير مسؤولي العمليات في “آرك كول”، أحد أكبر المنتجين في المنطقة، للمحللين الأسبوع الماضي: “من الصعب التحدث عن حوض نهر بودر دون الاعتراف على الأقل بوجود قصة صعبة للغاية”.
وتيرة الانخفاض فاجأت المحللين وقلبت مشهد الأعمال. تسعى “آرك” ومثيلتها في إنتاج الفحم “بيبودي إنيرجي” للحصول على موافقة لمشروع مشترك من شأنه أن يوفر لهما 120 مليون دولار كل عام من خلال الجمع بين العمليات، بما في ذلك “نورث أنتيلوب روشيل” و”بلاك ثاندر”، وهما أكبر منجمين في الحوض.
بصورة منفصلة، قالت “أمريكان إلكتريك باور” هذا الشهر إنها ستوقف وحدة ضخمة تبلغ طاقتها 1300 ميجاواط في محطتها لتوليد الكهرباء في روكبورت، ولاية إنديانا، لتسوية دعوى قضائية بشأن تلوث الهواء.
أعلنت شركات الطاقة الأمريكية عن إيقاف أكثر من 546 وحدة طاقة تعمل بالفحم، ما يصل إلى نحو 102 ألف ميجاواط من الكهرباء في هذا العقد، وفقا لـ”إدارة معلومات الطاقة”.
وتتوقع “إدارة معلومات الطاقة” الآن أن تستهلك محطات الطاقة الأمريكية 537.7 مليون طن من الفحم هذا العام، أي أقل 74 مليونا مما توقعته قبل 12 شهرا. انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الولايات المتحدة 2.2 في المائة، الذي تتوقعه الوكالة الحكومية من استخدامات الطاقة هذا العام، يعزي بأكمله تقريبا إلى انخفاض استهلاك الفحم.
تبنى ترمب ما سماه “الفحم النظيف الجميل”. في اجتماع في مونتانا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، قال إن عمال مناجم الفحم جميعهم “عائدون إلى العمل”. منذ تنصيبه ارتفع عدد وظائف تعدين الفحم في الولايات المتحدة نحو ألفي عامل إلى 53 ألفا، لكن هذا لا يزال أقل بكثير من المستويات في وقت سابق من العقد. التوظيف في مناجم وايومينج يتقلص.
أدخلت إدارته في الشهر الماضي قوانين لمساعدة الصناعة من خلال السماح لمحطات الطاقة التي تستخدم الفحم بالعمل بشكل متكرر. مع ذلك، قال تشارلي بالمر، المدير العام في شركة أبورتون الاستشارية: “يبدو من غير المحتمل أن ينقذ ذلك الكثير من مصانع الفحم من الإغلاق النهائي” في مواجهة انخفاض تكاليف الطاقة المتجددة وتخزين البطاريات.
ارتفع حوض نهر بودر، الذي تم تعدينه للمرة الأولى في سبعينيات القرن الماضي، ليصبح أكثر مناطق الفحم إنتاجا في الولايات المتحدة. بلغ الإنتاج ذروته في عام 2008 عند 496 مليون طن.
بعد خروج شركات مثل “بيبودي” و”آرك” من موجة سابقة من حالات الإفلاس، عاد التفاؤل لفترة وجيزة في عام 2017، مع استغلال القطاع ارتفاعا سريعا في أسعار الغاز الطبيعي، لزيادة الإنتاج على أمل استعادة الحصة السوقية.
انخفضت الكميات مرة أخرى. يقدر جون هانو، خبير استشاري، أن الحوض سينتج 301 مليون طن من الفحم هذا العام، وهو أدنى مستوى منذ عام 1996. ويشير سيناريو هانو الأساسي إلى طلب 232 مليون طن من فحم حوض نهر بودر بحلول عام 2030.
سبب آخر لمعاناة فحم الحوض أنه ينتج حرارة أقل من الدرجات الأخرى. أسعار فحم الحوض ركدت عند نحو 12 دولارا للطن، في حين ارتفعت أسعار الأصناف التي تحترق بشدة أكبر، من أبالاشيا، إلى 50 دولارا أو أكثر. وتستخدم محطات توليد الطاقة الحديثة أجهزة تنقية لإزالة كميات الكبريت العالية في هذه الأصناف.
باعت “أرك كول” 34.3 مليون طن من فحم حوض نهر بودر في النصف الأول من عام 2019، بانخفاض 4.2 مليون طن عن العام السابق، في حين انخفض هامش الربح النقدي لديها 40 سنتا إلى أقل من دولار واحد للطن المبيع. وقلصت عملياتها في منجمها “كول كريك” في وايومينج “بدلا من متابعة أعمال غير اقتصادية”، حسبما قالت في بيان لهيئة الأوراق المالية.
الأسبوع الماضي أعلنت “بيبودي” عن مبيعات بلغت 50.3 مليون طن في النصف الأول، بانخفاض 8.3 مليون طن عن العام السابق، وتراجعا في الربحية.
وأقر جلين كيلو، الرئيس التنفيذي، بوجود “صعوبات” في المنطقة. وقال: “نحن نفهم مدى صعوبة الأمر في تلك المقاطعة”. وأكدت المشكلات الأسباب الكامنة وراء مشروع “بيبودي” المشترك مع “آرك”، الذي سيجمع مناجم تنتج أكثر من نصف فحم الحوض. قال كيلو: “بالنسبة لنا يتعلق الأمر بالمنافسة اليومية مع الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة”. وأضاف الطقس غير المواتي إلى الصعوبات التي يواجهها هذا القطاع. أوقفت فيضانات الربيع غير الطبيعية قطارات الفحم في الغرب الأوسط الأمريكي، وهو وجهة مهمة لفحم حوض نهر بودر. واجهت “كلاود بيك إنيرجي” أزمة سيولة بعد أن تسبب هطول الأمطار الذي بلغ 50 في المائة فوق المتوسط في سقوط نفايات صخرية في حفرة الفحم في العام الماضي، ما أجبرها ع
لى تحويل آلات التعدين إلى التنظيف، وفقا لتقرير محكمة الإفلاس.
وتم إغلاق منجمي “بلاك جويل” في وايومينج على الفور عندما انهار تمويل الطوارئ عشية طلب الإفلاس الصادر في أول تموز (يوليو). وتم منع مئات العمال من دخول المناجم وتأخرت رواتبهم. وحصلت “بلاك جويل” على المنجمين من “كونتورا إنيرجي” في عام 2017.
قال نيلسون: “مع مراقبتنا لذلك، نعتقد أن هذه ستكون بيئة صعبة للغاية بالنسبة لفحم حوض نهر بودر”. وأضاف: “من بين 15 أو 16 منجما موجودا اليوم، وفي الوقت الذي نتقدم فيه في العقد المقبل، سيتم إغلاق عديد منها”.

شاهد أيضاً

Montenegro

اتفاقية على بناء أول محطة للطاقة الشمسية في الجبل الأسود.

اتفاقية على بناء أول محطة للطاقة الشمسية على نطاق المرافق في الجبل الأسود، فضلاً عن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *