الجمعة , مارس 29 2024

«رؤية 2030» .. الطاقة الشمسية أولوية

وضعت المملكة ضمن أولوياتها في مجال الطاقة، الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء.

والمرونة السعودية في مستقبل الطاقة دعمتها في الواقع “رؤية المملكة 2030” التي تفتح الآفاق في كل المجالات، بما في ذلك الاستثمار في الطاقة المتجددة، وهناك مشاريع هائلة الحجم في هذا المجال أعلن عنها سابقا، كما أن هناك أخرى سيعلن عنها لاحقا. ومنذ سنوات بدأت السعودية سياستها الجديدة على صعيد الطاقة ككل، لكنها تأطرت ضمن نطاق استراتيجي في سياق “رؤية المملكة”، خصوصا بعد أن أكدت جهات عالمية مختلفة أن السعودية قادرة على أن تتصدر البلدان المنتجة للطاقة الشمسية في غضون عقد من الزمن. بل هناك من توقع أن تتجاوز مكانة المملكة في هذا المجال مكانة ألمانيا نفسها التي تعتبر الأكثر تقدما في هذا النوع من الطاقة.
وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، عكست هذه الحقيقة في منتدى الطاقة العربي الأخير الذي عقد في مراكش، بل شددت على أن الحكومة التي تقدر وصول قيمة قطاع الطاقة الشمسية إلى 200 مليار دولار، تدعم وتشجع الاستثمار فيه، ولاسيما مع وجود فرص استثمارية كبيرة وجاهزة. وتستهدف المملكة إنتاج 200 جيجاواط من الكهرباء من الطاقة الضوئية الشمسية بحلول 2030، وهي قادرة على ذلك ليس فقط لوجود تمويلات استثمارية، بل لتوافر “المادة الأولية الخام” –إن جاز الوصف- على أراضي البلاد. فالسعودية التي تتمتع باحتياطيات هائلة من النفط، تتمتع أيضا بموارد أخرى من الطاقة، بما في ذلك طاقة الرياح. أي أن الساحة مهيأة للمضي في مشاريع الطاقة الشمسية مهما بلغ حجمها.
الدعوات مفتوحة للمستثمرين والمستشارين والفنيين والمقاولين للمشاركة في البرنامج الهائل للطاقة الشمسية. والأجواء كلها تساعد على ذلك، ليس فقط من الناحية العملية اللوجستية، بل من جهة العوائد المالية ومرونة الاستثمار الذي تكفله “رؤية المملكة 2030”. والحق أن هذا التوجه الواضح في مجال الطاقة الشمسية لا يعني بالضرورة تراجع التوجه في الاستثمارات الخاصة بقطاعات أخرى من الطاقة. فالاستثمارات ماضية قدما في كل المجالات، بما في ذلك قطاع توليد الكهرباء بواسطة الغاز. وفي المجمل هناك مزيج من أنواع الطاقة على الساحة المحلية، يشكل المشهد العام لهذا القطاع الحيوي. وتنوع الاستثمارات يستند في الواقع إلى الجدوى الاقتصادية قبل كل شيء، ما يرفدها بمزيد من القوة والضمانات.
السعودية تعاطت مع الطاقة الشمسية كمصدر حقيقي مهم لتوليد الكهرباء، وهذا التعاطي كان منذ سنوات، وقدمت سلسلة من المشاريع في هذا المجال. وفي سياق “رؤية المملكة” تعزز التوجه أكثر، لأن هذه “الرؤية” وضعت كل شيء يسهم في عملية البناء الاقتصادي على الطاولة، بما في ذلك الاستثمارات الضخمة التي رصدتها للطاقة ككل. ما تقوم به الآن، يأتي في هذا السياق، مع التأكيد مرة أخرى على أن البلاد تمضي في هذا الاتجاه على أرضية قوية من جهتي الاستثمارات والكفاءة الطبيعية. لن يكون هناك أي عائق في المستقبل. وفي الفترة الماضية أبدت جهات استثمارية أجنبية متعددة رغبة في دخول هذا القطاع على الساحة السعودية، وكل هذا يأتي في إطار تصاعد الإقبال على السوق السعودية المدعومة الآن بمشاريع هائلة ضمن “رؤية المملكة”، وبقوانين مشجعة وجاذبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *