الجمعة , مارس 29 2024

المغرب تتصدر العالم الثالث في انتاج الطاقة النظيفة

على حافة الصحراء الأفريقية الكبرى يبني المغرب واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم ضمن مشروع يأتي أغلب تمويله من الاتحاد الأوروبي.

وتعد هذه المحطة، التي ستنتج مراحلها الأربع بعد اكتمالها نحو 580 ميغاواط، قصة نجاح يصعب على أي دولة أفريقية أن تجاريها في وقت تسعى فيه دول العالم لتنفيذ اتفاق عالمي جديد لمكافحة تغير المناخ.
وتبلغ طاقة المرحلة الأولى نحو 160 ميغاواط، في مشروع نور قرب بلدة ورزازات، وهي تختلف كثيرا عن مساعي بعض الدول الأخرى التي تركز على الألواح الشمسية الصغيرة فوق أسطح المباني والمنازل لتوفير الطاقة إلى المساكن في المناطق الريفية النائية.
وتحتوي محطة نور على مرايا محدبة تمتص حرارة الشمس في الصحراء وتنتشر على مساحة إجمالية تصل إلى 1.5 مليون متر مربع، أي ما يعادل نحو 200 ملعب لكرة القدم.
وقالت صحيفة “لوموند” الفرنسية في عددها أمس الأحد، إن المغرب، الذي يستضيف اعتبارا من اليوم الاثنين، مؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، يراهن على محطات الطاقات المتجددة من أجل تقليص وارداته من الوقود الأحفوري.
وتطرقت الصحيفة في مقال تحت عنوان “في مملكة الشمس والرياح” بشكل خاص إلى مشروع (نور) الذي دشنه العاهل المغربي الملك محمد السادس في شهر فبراير الماضي، والذي يعد اليوم أكبر محطة في العالم لتوليد الطاقة الشمسية.
ويروج المغرب للمشروع قبل محادثات بين 192 دولة في مراكش بشأن تنفيذ اتفاق عالمي لمحاربة تغير المناخ، بدأ سريانه في الرابع من نوفمبر الجاري، وهو يوم تلبدت فيه سماء الصحراء على غير العادة بالغيوم.
وقال مصطفى بكوري، رئيس الوكالة المغربية للطاقة الشمسية لوكالة “رويترز”، “نأمل في أن نكون مصدر إلهام للدول الأخرى في مجال استثمار مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة”.
وتسعى دول أفريقية كثيرة لتعزيز النمو الاقتصادي من أجل مكافحة الفقر، وهي تحاول في سبيل ذلك استخدام أنواع من الطاقة الصديقة للبيئة.
ورفع المغرب أهدافه الطموحة لسد احتياجاته من الطاقة لتصل إلى 52 بالمئة من حاجاته من الكهرباء من المصادر المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية بحلول العام 2030 ارتفاعا من 28 بالمئة حاليا.
وفي حال اكتمال محطة نور بمراحلها الأربع والتي تصل تكلفة إنشائها إلى 2.2 مليار يورو (2.45 مليار دولار) ستتمكن من توليد 580 ميغاواط، وهي تكفي لإمداد مدينة يسكنها حوالي مليوني نسمة بالكهرباء.
كما يهدف المغرب إلى التوسع في مناطق صحراوية أخرى لزيادة قدرات توليد الطاقة الشمسية إلى 2 غيغاواط بحلول العام 2020 من خلال استثمارات تصل إلى 9 مليارات دولار. وعلى النقيض من البرنامج المغربي الطموح، كانت شركة أم. كوبا سولر في شرق أفريقيا منهمكة مدى السنوات الخمس الماضية بتركيب 400 ألف نظام للألواح الشمسية على أسطح المباني والمنازل بتكلفة تبلغ نحو 200 دولار لكل منها من أجل توليد الكهرباء لاستخدامات منزلية، وهي أنظمة غير مرتبطة بالشبكة الكهربائية.
وقال جيسي مور، الرئيس التنفيذي لشركة أم.كوبا سولر، والذي تركز شركته على كينيا وتنزانيا وأوغندا، إن أنظمة الألواح الشمسية على أسطح المنازل تطور مهم لأفريقيا حيث يعيش حوالي نصف سكانها البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة دون كهرباء.
وعلى عكس المغرب، فإن البعض من الدول في أفريقيا تجد من الصعب اجتذاب مستثمرين لمشاريع صديقة للبيئة، وهي جزء من مساع عالمية للحد من تغير المناخ وتزايد الفيضانات والموجات الحارة والجفاف التي تمثل تهديدا كبيرا لأفريقيا.
وقال رومان ايسكولانو، نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي لـ”رويترز”، “المغرب على وجه الخصوص ملائم لمشروع على نطاق واسع. إنه قد لا يكون مناسبا لجميع الدول الأخرى”.
وقام الاتحاد الأوروبي وخاصة من خلال البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بتمويل حوالي 60 بالمئة من تكلفة محطة نور. وأصدرت الوكالة المغربية للطاقة الشمسية الجمعة الماضي أول سندات صديقة للبيئة للمغرب وقيمتها 106 ملايين يورو للمساعدة في تمويل المحطة.
وفضلا عن الشمس الساطعة لدى المغرب فقد تمتع أيضا باستقرار سياسي واقتصادي في الأعوام القليلة الماضية، إضافة إلى نظام قانوني ومصرفي يمكن الوثوق به، وهو ما يساعد في اجتذاب المستثمرين.
وتعززت أهداف وطموحات مؤتمر مراكش حين دخل اتفاق باريس للمناخ حيز التنفيذ قبل 3 أيام على انعقاده، ويرى محللون أن ذلك يوسع نطاق التوقعات المنتظرة من المؤتمر.
وكان الاتفاق يحتاج إلى توقيع 55 بلدا يبلغ مجموع انباعاثاتها 55 بالمئة على الأقل من الغازات المسؤولة عن ظاهرة التغير المناخي، وهو ما حدث أسرع من توقعات الخبراء، وتم بلوغ الهدف في شهر أكتوبر الماضي.
وحتى اليوم صادقت 97 دولة من أصل البلدان الموقعة على الاتفاق والتي يبلغ عددها 192 دولة. وسيتم خلال مؤتمر مراكش بحث مسألة التمويل اللازم لخفض الانبعاثات خصوصا في ما يتعلق بالمساعدات الحكومية التي تعهدت بها الدول الغنية والبالغة 100 مليار دولار سنويا.

شاهد أيضاً

مديلر الم

مديرة المشروع القومي لنظم الخلايا الشمسية: تم توفير 16 ميغاواط من الكهرباء

سلطت الدكتورة هند فروح ، مديرة المشروع القومي لنظم الخلايا الشمسية الصغيرة بمشروع الأمم المتحدة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *